Gå offline med appen Player FM !
بشار الأسد آخر ضحايا حربي أوكرانيا وغزة
Manage episode 454433901 series 2040955
التطورات العسكرية المذهلة التي شهدتها سوريا في الايام الماضية وادت الى انهيار قوات نظام بشار الاسد وحلفائه في حلب وحماه، امام تقدم قوات هيئة تحرير الشام، ومؤخرا في درعا والسويداء في جنوب سوريا قلبت التوازنات العسكرية والسياسية بين مختلف القوى الدولية والاقليمية الناشطة في سوريا في السنوات الاخيرة والتي تشمل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وايران.
فوجئت الولايات المتحدة، مثلها مثل غيرها من القوى الدولية والاقليمية التي لعبت ولا تزال تلعب دورا ميدانيا وسياسيا في سوريا، في اعقاب الانهيار السريع لقوات النظام السوري وحلفائه في شمال وجنوب البلاد، وبادرت الى اجراء اتصالات ديبلوماسية سريعة بجيران سوريا تحسبا لمضاعفات سقوط مدينة حمص بعد سقوط حلب وحماه في ايدي المعارضة الاسلامية، ما يعني قطع الاتصالات البرية بين دمشق، والمنطقة الساحلية التي تعتبر تاريخيا قاعدة دعم سلالة الاسد التي تحكم سوريا منذ أكثر من نصف قرن.
النجاح الميداني الباهر لهيئة تحرير الشام التي تدعمها تركيا يمثل انتصار غير مباشر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسوف يعزز في المستقبل من موقعه التفاوضي تجاه الولايات المتحدة وروسيا وإيران ونظام الأسد. في المقابل فان الانسحاب السريع للقوات السورية من محيط حلب وحماه، وضعف القوات الروسية المتبقية في سوريا، يعزز من الوضع الميداني للقوات الأميركية وحلفائها الأكراد في شمال شرق سوريا. ولكن في حال تقدم هيئة تحرير الشام، التي تصنفها واشنطن تنظيما ارهابيا، واحتمال احتلالها لمدينة حمص فإن ذلك برأي بعض المحللين سيخلق قلقاً في الغرب، وفي العواصم الإقليمية من انتصار عسكري لقوة إسلامية متشددة مدعومة من تركيا.
المواقف والتصريحات الاميركية العلنية الاولية بقيت عامة وفاترة وتلخصت بتذكير العالم ان مصلحة واشنطن لا تزال في منع بروز تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وغيره من التنظيمات الاسلامية الارهابية في سوريا ، والدعوة الى حل سياسي واحتواء القتال، على الرغم من عدم توفر أي أرضية سياسية لحل تفاوضي قريب.
ويوافق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع غيره من المحللين أن هيئة تحرير الشام استغلت انشغال روسيا وإيران وحزب الله، “بالمشاكل التي خلقوها لأنفسهم” على حد قوله. تقدم قوات المعارضة السورية كشف من جملة ما كشفه عجز او عدم استعداد روسيا التي انهكها غزوها لأوكرانيا، وايران وحزب الله اللذين منيا بنكسة عسكرية نوعية على يد اسرائيل، في الدفاع عن نظام بشار الاسد، وخاصة في ضوء الانهيار المذهل والسريع لقواته. مطالبة روسيا لرعاياها بالرحيل من سوريا، والاهم من ذلك قيام ايران بسحب بعض قياداتها العسكرية ورعاياها وديبلوماسييها من سوريا ، يعتبر اعترافا عمليا من قبل هذه القوى بسحب ثقتها من نظام الاسد الذي يجد نفسه معزولا ومحاصرا للمرة الاولى منذ بدء الانتفاضة السورية الشعبية ضد حكم بشار الاسد.
وفي ضوء سقوط مدينة دير الزور في ايدي القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، فان واشنطن ستراقب بدقة تحركات القوى الكردية المعادية لنظام الاسد، وخاصة اذا سعت لتوسيع رقعة أراضيها وخلق الهياكل الإدارية الأولية لحكم ذاتي فعّال، الأمر الذي سيدفع بتركيا لإحباط هذه المحاولات بالقوة.
كما ستؤدي النجاحات العسكرية للمعارضة الى تعليق او انهاء الاتصالات التي كانت واشنطن تجريها مع بعض العواصم الخليجية بشأن احتمال إلغاء العقوبات الأميركية ضد سوريا، مقابل إبعاد بشار الأسد لنظامه عن إيران وروسيا. وبغض النظر عن مدى تقدم او مضمون هذه المحادثات، الا ان التحديات الميدانية الجديدة قد أضعفت نظام الأسد، وقلصت من خياراته المتواضعة أصلا، حيث سيضطر الآن إلى قبول أي مساعدة، ولو محدودة يمكن أن يقدمها حلفائه الضعفاء في موسكو او طهران.
355 episoder
Manage episode 454433901 series 2040955
التطورات العسكرية المذهلة التي شهدتها سوريا في الايام الماضية وادت الى انهيار قوات نظام بشار الاسد وحلفائه في حلب وحماه، امام تقدم قوات هيئة تحرير الشام، ومؤخرا في درعا والسويداء في جنوب سوريا قلبت التوازنات العسكرية والسياسية بين مختلف القوى الدولية والاقليمية الناشطة في سوريا في السنوات الاخيرة والتي تشمل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وايران.
فوجئت الولايات المتحدة، مثلها مثل غيرها من القوى الدولية والاقليمية التي لعبت ولا تزال تلعب دورا ميدانيا وسياسيا في سوريا، في اعقاب الانهيار السريع لقوات النظام السوري وحلفائه في شمال وجنوب البلاد، وبادرت الى اجراء اتصالات ديبلوماسية سريعة بجيران سوريا تحسبا لمضاعفات سقوط مدينة حمص بعد سقوط حلب وحماه في ايدي المعارضة الاسلامية، ما يعني قطع الاتصالات البرية بين دمشق، والمنطقة الساحلية التي تعتبر تاريخيا قاعدة دعم سلالة الاسد التي تحكم سوريا منذ أكثر من نصف قرن.
النجاح الميداني الباهر لهيئة تحرير الشام التي تدعمها تركيا يمثل انتصار غير مباشر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسوف يعزز في المستقبل من موقعه التفاوضي تجاه الولايات المتحدة وروسيا وإيران ونظام الأسد. في المقابل فان الانسحاب السريع للقوات السورية من محيط حلب وحماه، وضعف القوات الروسية المتبقية في سوريا، يعزز من الوضع الميداني للقوات الأميركية وحلفائها الأكراد في شمال شرق سوريا. ولكن في حال تقدم هيئة تحرير الشام، التي تصنفها واشنطن تنظيما ارهابيا، واحتمال احتلالها لمدينة حمص فإن ذلك برأي بعض المحللين سيخلق قلقاً في الغرب، وفي العواصم الإقليمية من انتصار عسكري لقوة إسلامية متشددة مدعومة من تركيا.
المواقف والتصريحات الاميركية العلنية الاولية بقيت عامة وفاترة وتلخصت بتذكير العالم ان مصلحة واشنطن لا تزال في منع بروز تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وغيره من التنظيمات الاسلامية الارهابية في سوريا ، والدعوة الى حل سياسي واحتواء القتال، على الرغم من عدم توفر أي أرضية سياسية لحل تفاوضي قريب.
ويوافق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع غيره من المحللين أن هيئة تحرير الشام استغلت انشغال روسيا وإيران وحزب الله، “بالمشاكل التي خلقوها لأنفسهم” على حد قوله. تقدم قوات المعارضة السورية كشف من جملة ما كشفه عجز او عدم استعداد روسيا التي انهكها غزوها لأوكرانيا، وايران وحزب الله اللذين منيا بنكسة عسكرية نوعية على يد اسرائيل، في الدفاع عن نظام بشار الاسد، وخاصة في ضوء الانهيار المذهل والسريع لقواته. مطالبة روسيا لرعاياها بالرحيل من سوريا، والاهم من ذلك قيام ايران بسحب بعض قياداتها العسكرية ورعاياها وديبلوماسييها من سوريا ، يعتبر اعترافا عمليا من قبل هذه القوى بسحب ثقتها من نظام الاسد الذي يجد نفسه معزولا ومحاصرا للمرة الاولى منذ بدء الانتفاضة السورية الشعبية ضد حكم بشار الاسد.
وفي ضوء سقوط مدينة دير الزور في ايدي القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، فان واشنطن ستراقب بدقة تحركات القوى الكردية المعادية لنظام الاسد، وخاصة اذا سعت لتوسيع رقعة أراضيها وخلق الهياكل الإدارية الأولية لحكم ذاتي فعّال، الأمر الذي سيدفع بتركيا لإحباط هذه المحاولات بالقوة.
كما ستؤدي النجاحات العسكرية للمعارضة الى تعليق او انهاء الاتصالات التي كانت واشنطن تجريها مع بعض العواصم الخليجية بشأن احتمال إلغاء العقوبات الأميركية ضد سوريا، مقابل إبعاد بشار الأسد لنظامه عن إيران وروسيا. وبغض النظر عن مدى تقدم او مضمون هذه المحادثات، الا ان التحديات الميدانية الجديدة قد أضعفت نظام الأسد، وقلصت من خياراته المتواضعة أصلا، حيث سيضطر الآن إلى قبول أي مساعدة، ولو محدودة يمكن أن يقدمها حلفائه الضعفاء في موسكو او طهران.
355 episoder
Alla avsnitt
×Välkommen till Player FM
Player FM scannar webben för högkvalitativa podcasts för dig att njuta av nu direkt. Den är den bästa podcast-appen och den fungerar med Android, Iphone och webben. Bli medlem för att synka prenumerationer mellan enheter.